في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل في السعودية، أصبح من الضروري فهم تطلعات وأولويات الشباب السعودي الذي يُعد القوة الأكبر والأكثر تأثيرًا في السوق السعودي. وبينما تتسابق الشركات لاستقطاب المواهب الوطنية ضمن جهود التوظيف السعودي، يبرز سؤال مهم: ماذا يريد الشباب السعودي حقًا من الوظيفة؟
تتناول هذه المقالة تحليلًا معمقًا لأبرز تطلعات الشباب السعودي في عام 2025، مع التركيز على أربعة محاور رئيسية: الرواتب، الاستقرار، المرونة، والتطوير المهني، وذلك في سياق التغيرات الحالية في التوظيف في السعودية.
مقدمة عن الشباب السعودي وسوق العمل
يشكل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا أكثر من 60% من سكان المملكة، ما يجعلهم العنصر الحاسم في مستقبل سوق العمل في السعودية. ومع تنفيذ رؤية السعودية 2030، أصبح تمكين الشباب أحد الأهداف الاستراتيجية التي تُرجمَت عبر برامج مثل:
-
برنامج تنمية القدرات البشرية
-
برنامج التحول الوطني
-
التدريب المهني والابتعاث
-
برامج دعم التوظيف السعودي عبر “هدف” و”طاقات”
هذه المبادرات تسعى لتجهيز الشباب بالمهارات اللازمة لوظائف المستقبل، لكن في المقابل، يبرز لدى هذه الفئة تطلعات جديدة تتجاوز مجرد التوظيف.
أولاً: الرواتب — الدافع الأول لكفاءة الاستقطاب
ما الذي يبحث عنه الشباب السعودي من حيث الدخل؟
تشير الدراسات والاستبيانات إلى أن الشباب السعودي لم يعد يقبل فقط برواتب ثابتة بل يبحث عن:
-
رواتب تنافسية مقارنة بسوق العمل الخليجي
-
مكافآت أداء ومشاركة في الأرباح
-
امتيازات غير مالية مثل التأمين الطبي، بدل سكن، بدل مواصلات
التحديات في السوق السعودي
رغم التحسن النسبي في الرواتب المقدمة في بعض القطاعات، إلا أن التفاوت لا يزال كبيرًا بين القطاع العام والخاص، خاصة في الوظائف الإدارية والمكتبية. وهذا ما يجعل كثيرًا من الشباب يفضل الوظائف الحكومية التي توفر راتبًا ثابتًا واستقرارًا طويل الأجل.
ثانيًا: الاستقرار — أولوية تعكس الطموح والأمان
ماذا يعني “الاستقرار الوظيفي” للشباب السعودي؟
-
عقود دائمة وليست مؤقتة
-
نظام واضح للترقيات
-
إجراءات عادلة للفصل أو الاستقالة
-
بيئة عمل آمنة ومنظمة
الاستقرار لا يُقاس فقط بمدة البقاء في الوظيفة، بل أيضًا بإحساس الموظف أن مسيرته الوظيفية مضمونة إذا اجتهد وتطور.
الفرق بين القطاعين العام والخاص
-
في القطاع العام: الاستقرار يُعتبر مضمونًا، ولكن النمو بطيء.
-
في القطاع الخاص: الفرص أكبر لكن نسبة المخاطرة أعلى، خصوصًا في الشركات الناشئة أو المؤسسات الصغيرة.
ثالثًا: المرونة — جيل جديد بقيم جديدة
ما المقصود بالمرونة من منظور الشباب؟
الشباب السعودي في 2025 يقدّر المرونة في:
-
ساعات العمل (لا يرغب بوظائف تقليدية 8-5)
-
العمل عن بُعد (أصبح مطلبًا بعد جائحة كورونا)
-
التوازن بين الحياة والعمل
-
الإجازات والراحة النفسية
الشركات التي توفر نظم عمل مرنة تجذب الكفاءات الشابة بشكل ملحوظ، خاصة في القطاعات الرقمية والإبداعية.
تأثير المرونة على التوظيف في السعودية
أصبح التوظيف السعودي أكثر تنافسية، ولم يعد يعتمد فقط على الراتب أو العنوان الوظيفي، بل أيضًا على ثقافة العمل الداخلية ودرجة المرونة الممنوحة.
رابعًا: التطوير المهني — أولوية للمستقبل
لماذا يركز الشباب السعودي على التطوير؟
-
سوق العمل في السعودية أصبح ديناميكيًا جدًا.
-
الوظائف تتغير بسرعة بفعل التقنية والتحول الرقمي.
-
الطموح الوظيفي لدى الشباب في ارتفاع.
الشباب لا يريد البقاء في وظيفة راكدة، بل يبحث عن:
-
خطط تطوير مهني واضحة
-
برامج تدريب وتعلم مستمر
-
فرص حضور ورش عمل أو الحصول على شهادات احترافية
-
الابتعاث الداخلي والخارجي
أفضل الممارسات لتقديم فرص التطوير
-
دعم منصات التعليم مثل Coursera وUdemy
-
توفير ميزانية سنوية لتطوير الموظفين
-
إقامة دورات داخلية بقيادة خبراء
-
وضع مسارات وظيفية واضحة للترقي
كيف تستجيب الشركات السعودية لتطلعات الشباب؟
الشركات التي نجحت في استقطاب الكفاءات السعودية هي التي فهمت هذه التطلعات واستجابت لها من خلال:
-
ثقافة مؤسسية مرنة وودية
-
أنظمة مكافآت شفافة
-
فرص تطوير حقيقية
-
مشاركة الموظفين في اتخاذ القرار
بينما تواجه بعض المنشآت التقليدية صعوبات في التكيف، فإن القطاع التقني، الشركات الناشئة، وشركات الطاقة الحديثة تُعتبر نماذج ناجحة في التفاعل مع تطلعات الجيل الجديد.
تأثير تطلعات الشباب على السوق السعودي
هذه التطلعات لها تأثير مباشر على:
-
قرارات التوظيف في السعودية
-
تصميم الوظائف والهياكل التنظيمية
-
التحول نحو ثقافة القيادة الشابة
-
تعزيز الابتكار وريادة الأعمال
كما أن الشباب أصبح أكثر وعيًا بأهمية اختيار العمل الذي يحقق له التوازن بين العائد المادي والنمو المهني والشخصي.
أبرز القطاعات التي تلبّي تطلعات الشباب السعودي
القطاع | مدى التوافق مع تطلعات الشباب | ملاحظات |
---|---|---|
التقنية والتحول الرقمي | ✅✅✅✅ | بيئة مرنة، رواتب ممتازة، فرص نمو |
ريادة الأعمال | ✅✅✅ | حرية واستقلالية عالية |
الطاقة المتجددة | ✅✅ | قطاع ناشئ بفرص تطوير مهني كبيرة |
القطاع الحكومي المطور | ✅✅ | استقرار، لكن نمو أبطأ |
الصناعات التقليدية | ✅ | بحاجة لتطوير ثقافة العمل والمرونة |
توصيات للشركات السعودية وأصحاب العمل
1. حدّث عروض الوظائف
لا تقتصر على الراتب، بل قدم عرضًا شاملاً يتضمن الحوافز، التدريب، والمرونة.
2. طور استراتيجيات الموارد البشرية
اجعلها قائمة على الفهم العميق لتوقعات الموظفين وليس على النماذج القديمة.
3. استثمر في العلامة الوظيفية
شارك قصص نجاح موظفيك السعوديين، أبرز فرص النمو، ووضح كيف تلبّي الشركة طموحات الجيل الجديد.
أسئلة شائعة حول تطلعات الشباب السعودي في التوظيف
ما هي التطلعات الأساسية للشباب السعودي في الوظائف؟
الرواتب التنافسية، بيئة عمل مرنة، استقرار وظيفي، وفرص تطوير مهني حقيقية.
كيف يمكن للشركات تحسين التوظيف السعودي؟
من خلال توفير بيئة عمل جذابة، خطط تطوير واضحة، وبرامج دعم نفسي ومهني.
هل ما زالت الوظائف الحكومية هي المفضلة لدى الشباب السعودي؟
في السابق نعم، ولكن اليوم بدأ الكثير يفضّل القطاع الخاص، خاصة في المجالات التقنية والحديثة.
هل يرغب الشباب في العمل عن بُعد؟
نعم، خاصة بعد تجربة العمل عن بُعد خلال جائحة كورونا، أصبح مطلبًا أساسيًا لدى فئة كبيرة من الشباب.
ما هو تأثير هذه التطلعات على السوق السعودي ككل؟
أدى إلى تحول في طريقة توظيف الشركات، وتصميم الوظائف، وزيادة التنافس على الكفاءات السعودية المؤهلة.
خاتمة: مستقبل سوق العمل بعيون الشباب
يتغير سوق العمل في السعودية بوتيرة غير مسبوقة، ويقوده جيل شاب واعٍ، طموح، ويعرف تمامًا ما يريد. لم يعد الشباب يقبل بمجرد وظيفة تقليدية، بل يبحث عن تجربة مهنية متكاملة تتناغم مع تطلعاته وتطلعات الوطن.
لذلك، فإن نجاح الشركات في عام 2025 وما بعده يعتمد على مدى فهمها لهذا الجيل، وقدرتها على تقديم فرص عمل تواكب تطلعاته في الرواتب، الاستقرار، المرونة، والتطوير المهني. إذا نجحت في ذلك، فإنك لا تجذب موظفًا فقط، بل تبني فريقًا مستدامًا يقود شركتك نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
للمزيد من المقالات تصفح موقع صلة أفضل موقع يعطيلك جميع حلول وأخبار التوظيف